في "ملتقى شباب الإعلام العربي"

5 جلسات نقاشية حول "صناعة المحتوى في الإعلام التقليدي والرقمي"

سلوى العوادلي ونشوى عقل
سلوى العوادلي ونشوى عقل

د. سلوى العوادلي: ثقتنا بلا حدود في شباب الإعلام العربي وهذه الفعاليات تثري قدراتهم 

 

أسامة الشيخ يطالب كلية الإعلام بإنشاء وحدةاوشركة متخصصة لتطوير القوالب البرامجية

 

البرت شفيق: الإعلام التقليدي لاينفصل عن واقع التحديث 

 

عمر فارس:مصر في المرتبة التاسعة عالميافي استخدام الانترنت

 

ناقش خبراء الإعلام "صناعة المحتوى في الإعلام التقليدي والرقمي"، وذلك خلال خمس جلسات نقاشية من فعاليات "ملتقى شباب الإعلام العربي" المنعقد في كلية الإعلام جامعة القاهرة خلال الفترة ١٢ - ١٤ ديسمبر 2021.

وقالت الدكتورة سلوى العوادلي، وكيل كلية الإعلام لشئون التعليم والطلاب وأمين الملتقى، إن ثقتها في شباب الإعلام العربي بلا حدود، وإن مثل هذه الفعاليات تثري قدراتهم ومهاراتهم.

وقالت د. نشوى عقل، أمين الملتقى إن مشاركة الدول العربية وطلاب الجامعات المصرية في جلسات النقاش  تعد إحدى الأدوات الضرورية لنقل الخبرات وتبادلها من خلال الخبراء إلى الطلاب والشباب من خلال استعراض تجارب رموز الشباب مشيرة إلى أن القنوات الفضائية والإعلام التلفزيوني يحتاج إلى محاولة مواكبة إجراءات التحديث والتطوير من أجل المشاركة في تنفيذ رؤية الدولة في الإعلام التنموي في مجالات التنمية المجتمعية، مقترحة إنشاء برنامج لاكتشاف المواهب الإعلامية تمثل "حاضنة مواهب" برعاية كبار الإعلاميين.

وتضمنت الجلسة الأولى موضوع "تجارب ملهمة من الإعلام المصري"، وخلالها قال الإعلامي خالد سعد، مدير الجلسة وكبير مذيعي التليفزيون المصري، إن وسائل الإعلام جاءت أجيالا متتالية، صحافة مطبوعة، ثم راديو، ثم تليفزيون، ولم تلغ وسيلة ما قبلها.

وقال المهندس أسامة الشيخ، المؤسس والمطور لعدة قنوات تلفزيونية، إن العمل الإعلامي يتطلب "الانضباط"، موضحا أن النظرة الدونية إلى فريق الإعداد مقارنة بمقدمي البرامج خطأ شائع، مشددا على الاهتمام بهذه الوظيفة، لأنها أساس صناعة المحتوى، موضحا أن صناعة الإعلام المتقدمة تتعامل مع المعد ليس ك "أجندة تليفونات"، وإنما كمنتج حقيقي للمحتوى، تماما كالسيناريست في صناعة السينما، ناصحا المذيعين والمخرجين بعدم الانفصال عن الإعداد وأضاف الشيخ أنه يجب على الإعلامي التليفزيوني اختيار الفكرة التي لها "معادل بصري" لتكون قابلة للعرض على التليفزيون أو الموبايل، موضحا أن هناك شركات متخصصة في تطوير القوالب البرامجية formats مما يدل على أهمية "الفكرة" في مجال صناعة الإعلام، مطالبا كلية الإعلام جامعة القاهرة، بإنشاء وحدة أو شركة لهذا الغرض. وطالب خبير صناعة الإعلام، الشباب، بتجاوز تحديات مجال الإعلام، وعدم انتظار فرصة التعيين في مؤسسة إعلامية، وإنما ابتكار الفرص والاستفادة من الانترنت، مشددا على أهمية أن يكون الإعلامي مثقفا شاملا، وعدم الاكتفاء باللباقة، فالثقافة دون إعلام مختنقة لا تصل لأحد، والإعلام دون ثقافة قد يكون مدمرا.

وأوضح هشام سليمان، مساعد رئيس الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لقطاع الإنتاج الفني، أن إدماج ذوي القدرات الخاصة في الإعلام يعد ضرورة يجب الالتفات إليها على صعيد تجارب تطوير الإعلام موضحا بأن ملكات الإعلام لدى هذه الفئة ليست بالمحدودة مثلما قد يتصور البعض. مشيرا إلى أن الإلهام في صناعة الإعلام يكون من خلال العمل على الأفكار وحشدها وتصعيدها لمستويات أكبر من التطوير وأن تكون الفكرة واضحة في حدود الزمان والمكان والموضوع وأن يكون الإلهام في صناعة الاعلام من خلال الخروج عن النمطية والمألوف في صناعة الإعلام لأجل صنع التميز داخل إنتاج المحتوى الإعلامي.

بدوره عبر ألبرت شفيق رئيس مجموعة قنوات "أون" في بداية كلمته عن بالغ سعادته للمشاركة في ملتقى شباب الإعلام العربي في نسخته الثانية، مشيرا إلى أن الإعلام التقليدي لا ينفصل عن واقع التحديث والمواكبة للإعلام الرقمي في العصر الحديث، وأن فكرة الالتحاق بالعمل الإعلامي دون ثقافة يعد ناقوس خطر، لاسيما في ظل تحولات شكل الإعلام وإمكانية صناعة المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي بكل سهولة بعكس ما كان يحدث في الفترة الماضية. وقال رئيس مجموعة قنوات "أون" إن المحتوى الإعلامي المتناقل عبر السوشيال ميديا هو التطور للمحتوى الإعلامي وهو انعكاس تطور صناعة الإعلام، وأن الإعلام في ثوبه العصري يحتاج إلى البحث عن آليات من جانب الشباب لتسويق منتجه الثقافي، مشيرا إلى اننا أمام ثورة إعلامية تحتاج إلى مواكبتها من جانب الشباب والاستماع إلى أفكارهم.

وأوضح الدكتور محمود مسلم، رئيس تحرير جريدة الوطن ورئيس مجموعة قنوات DMC، أن قضية "المحتوي" شائكة، ويظل المحتوى الجيد هو "الملك" في صناعة الإعلام، وهو الذي يمكن أن يرفع قناة أو يجعل الناس تتجنبها، موضحا أن الإعداد الجيد يمكن أن يدعم مذيعا ضعيفا، والعكس غير صحيح، وأوضح أن تطور تقنيات الإعلام في العالم يصل إلينا في وقت قصير جدا الآن، موضحا أن الصحفي الناجح الآن يحتاج إلى جانب إجادة اللغات والثقافة العربية، إتقان التكنولوجيا، ومواقع التواصل الاجتماعي، ومهارات البحث على جوجل، وحسن صياغة عنوان الموضوع ليناسب مختلف المنصات الرقمية والمطبوعة، موضحا أن الحصول على الخبر كان نهاية عملية الإخبار، ولكن الآن أصبحت بداية العملية حيث يجب على الصحفي إنتاج أفكار قصص من الخبر الواحد، معربا عن تقديره لمدرسة المذيع الذي يناقش فريق الإعداد ليس الذي يعتمد على الكاريزما أو الثقافة العامة فقط، لافتا إلى تماهي الحدود الفاصلة بين الصناعات والوسائل الإعلامية المختلفة، وفورية الحصول على النتائج حول أعداد المشاهدة والقراءة.

وخلال الجلسة الثانية، التي تناولت "التجارب الملهمة في الإعلام الرقمي ودقته"، أوضح عمر فارس، مدير الجلسة والصحفي بالشروق، إن الإحصاءات تشير إلى تزايد أعداد مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي والانترنت عموما، محليا ودوليا، ومع احتلال مصر المرتبة التاسعة عالميا في استخدام الانترنت، وهو مؤشر على تزايد تأثير الإعلام الرقمي، وأضاف أن أزمة كوفيد19 تركت أثرا على صناعة الإعلام، إيجابا وسلبا، ولفتت النظر إلى إشكالية التحقق من المحتوى، وتطبيق المعايير المهنية.

وقال الدكتور محمد سعيد محفوظ مستشار رئيس تحرير جريدة الأهرام، إن هذا الملتقى يمثل جسرا بين شباب الإعلاميين وسوق العمل. مركزا في كلمته على "المحتوى الشعبي" أي المحتوى الذي ينتجه المستخدمون UGC ، باستخدام الأدوات الرقمية، وهو ما يستوجب قيام وسائل الإعلام بمهمة التحقق، قبل النشر، لافتا إلى تقسيم تاريخ الانترنت إلى ثلاثة أجيال، تضمن أولها التحقق من أرقام بطاقات الائتمان، ثم تضمن الثاني التحقق من صدقية المحتوى الذي يقدمه المستخدمون عبر المدونات وويكيبيديا، وتضمن الثالث قيادة المحتوى الشعبي لوسائل الإعلام، فيما يسمى بالمرحلة "الدلالية"، حيث يتميز الانترنت بالذكاء في اكتشاف احتياجات واهتمامات المستخدم، لافتا إلى أن التحدي يقوم على استحالة معرفة دوافع صانع المحتوى في ظل تقدم برامج التلاعب، ضاربا المثل بتجربة "بي بي سي" في إنشاء وحدة متخصصة للتحقق من "المحتوى الشعبي"، مقابل وقوع صحيفة "ذا صن" عام 1996، و"ديلي ميرور" عام 2004، في فخ نشر محتوى شعبي مزيف كان هدفه كسب الشهرة أو لدوافع سياسية.

وأوضح أحمد الشيخ، مستشار الإعلام الرقمي بالمملكة المتحدة، إن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للصحفيين يتضمن جمع المعلومات، ونشر المعلومات، وهما مرحلتان تتطلبان الدقة، وخلال مرحلة جمع المعلومات يحكم "التريند" ممارسات بعض الصحفيين، مشككا في أن يكون أي شخص قادرا على كشف كل الموضوعات التي تلقى اهتمام الجمهور، وذلك لأن خوارزميات فيسبوك تضع كل شخص في "غرفة صدى" يرى فيها أشخاصا محددين، لافتا إلى أن التريند على تويتر يتغير على مدار الساعة، كاشفا عن أن ملايين من الحسابات الوهمية قد تتسبب في صناعة تريند مفتعل، وذلك عبر شراء التفاعل، ضاربا المثل بفيلم fake famous ، الذي تناول هذه الظاهرة. ولفت الشيخ إلى ظاهرة نزع التصريحات من سياقها وتغيير الإطار الذي جاءت فيه ضمن نظرية المؤامرة ضاربا المثل بتصريحات لبيل جيتيس حول جائحة كورونا، ومطالبا وسائل الإعلام بعدم الانسياق خلف "تريند" مواقع التواصل الاجتماعي، بل وضع أجندة اهتمامات تناسب جمهور الوسيلة نفسها، فليس كل ما يلمع تريند.

واستعرض علاء الغطريفي، رئيس التحرير التنفيذي لمجموعة "أونا" للصحافة والإعلام، تجربة مؤسسة اونا للصحافة والإعلام موضحا بأن التطوير في مهنة الصحافة يستلزم دوما التطلع للتجربة والتأسيس على فكرة التحدي للجمهور والعمل على الاحتراف والريادة من نظرية العمل خارج الصندوق، والاهتمام بعاملي سرعة النشر وجودة النشر. وأشار رئيس التحرير التنفيذي لمجموعة اونا إلى أن الجودة والعمق في التغطية لا تعني التخلي عن سياسة السبق الصحفي في إنتاج المحتوى والعمل على مواكبة التطوير ومعايشة التحديات الجديدة، وتطويع التكنولوجيا لخدمة جودة المحتوى دون جعلها تقود المحتوى خارج إطار سيطرة منتج المحتوى الإعلامي. وأشار "الغطريفي" إلى أن المؤسسة طرحت فكرة صحافة الكروس ميديا والتي تعني الصحافة متعددة الأشكال لعرض المعلومات، منوها إلى أن تجربة تطوير المحتوى الصحفي الإليكتروني في مجموعة أونا للصحافة والنشر كان بالتخلي عن نمطية العرض لذلك المحتوى الصحفي من خلال أداة الكروس ميديا.

وتناول محمد عبد الرحمن، رئيس تحرير موقع "إعلام.كوم"، تجربة الموقع، موضحا أن التأهيل والتدريب في مجال الإعلام الرقمي أو الصحافة بشكل عام يحتاج إلى تحديد المشتغل في مجال الإعلام خطته واهدافه من العمل الإعلامي وطرق تحديث وتطوير الأداء وكيفية الوصول إليها. ونوه "رئيس تحرير إعلام دوت كوم" إلى أن هناك معوقات تمنع التطوير في مجال الإعلام وهو كثرة مشاكل النمطية وعدم الرغبة في الخروج عن المألوف، موضحا بأن الصحافة الرقمية يمكن أن تصبح أداة للتعبير عن المحتوى الصحفي الجيد اذا تم استغلال أدوات التحقق والتحري الدقيق عن المعلومات دون الوقوع في أخطاء السبق الصحفي دون تحقق، كما انها يمكن أن تكون خطوة نحو هدم نزاهة العمل الصحفي اذا ما ابتعد العاملون في مجال الإعلام عن آليات التحقق الرقمي. وأشار "عبد الرحمن" إلى أن إعلام دوت كوم تجربة إعلامية قامت بتطويع المحتوى بما يناسب القارئ، ومحاولة تطويع رغبات القراء في إنتاج المحتوى الإعلامي الجيد، داعيا الإعلاميين إلى ضرورة وأهمية الحفاظ على الأخلاقيات الإعلامية والبحث في محاولات البعد عن الاستهلاك وعدم التأثر9 بالتيار السلبي الثابت.

ودعا، أبانوب عماد، منتج البرامج في قناة "سكاي نيوز" عربية، في مداخلة عبر تطبيق "زووم"، الشباب إلى التجريب، وذلك عبر كسر القواعد التي تعودوا عليها ودرسوها، وذلك للخروج من النمطية، وتحقيق جذب الجمهور، لافتا إلى أن الإنتاج الرقمي حاليا يوجه لكل منصة على حدة وبأدواتها وإمكاناتها، وليس لمواقع التواصل الاجتماعي عامة، مؤكدا في هذا الصدد أن الممارسة هي أفضل وسيلة لاكتشاف أكثر الطرق لجلب التفاعل، داعيا الطلاب إلى تطوير أنفسهم وتجريب فرص تدريب وعمل مختلفة، جنبا إلى جنب مع الدراسة، وموضحا أنه تعلم من "الانتقالات" بين كل خطوة مهنية وما بعدها، أن طبيعة الدور واكتساب معارف ومهارات إضافية أهم من اسم المكان، حتى يستطيع الشخص تطوير نفسه باستمرار.

واختتم الجلسة علي شعبان السطوحي، المتخصص في صحافة الموبايل، بقوله إن دراسة الإعلام تحتاج للسعي المستمر نحو التدريب ومواكبة التطور التكنولوجي وتعلمه بشتى الوسائل حتى لو لم يتسع الأمر لدراسة الإعلام.

 

أقرأ أيضاً: سينما الهناجر تعرض أفلام الحائزين علي نوبل بالقاهرة والاسكندرية

ترشيحاتنا